ساعديني

موقع أيام نيوز

يوم من الأيام كنت قاعد في بيت جدي وهو جاي يشتري معسل كعادته رجعت كام خطوة لورا لما لقيته دخل عليا في المكان اللي واقف فيه وقالي تعالى وقتها مش عارف أنا قربت منه ازاي ووقفت قصاده رفع إيده اللي مليانه تراب وغير نضيفة بالمرة وقالي
أنت في سنه كام
في سته إبتدائي ليه
بتعرف تقرأ
أكيد ده انا شاطر في المدرسة 
مد ايده فوق الشباك اللي قصاده وجاب منها كتب وأوراق وقالي
أنا كمان بعرف اقرأ إسمع 
بصيت ليه وأنا مذهول وقولت
أنت بتعرف تقرأ إزاي
وبقرأ انجليزي وفرنساوي كمان 
كنت مصډوم ومش مصدق كلامه لحد ما قرألي فعلا كلام مفهمتوش لأن بالفرنساوي وبعدين مشي قعدت مكاني استوعب اللي حصل وكل يوم بيعدي ومش قادر انسى اللي شوفته لحد ما سألت بابا عنه وقالي أنه كان متفوق في دراسته وكل سنه بيطلع من الاوائل لكن بسبب ان حلمه اتدمر وموصلش ليه اټجنن 
كنت أوقات بحس أنه بيمثل أنه مچنون أصل إزاي شخص مچنون هيعرف يقرأ اللغات دي لحد ما صحيت في يوم على خبر ترحيله لمستشفى العباسية للصحة النفسية 
كبرت ودخلت ثانوي وبدأت اذاكر لحد ماجه أول يوم العيد كنت واقف مع زمايلي قصاد بيتي ولمحته خارج من الشارع بتاعي استغربت أنه لسة عايش لكن انبسطت ملامحه كبرت
وشكله أصبح مقبول عن الأول لكن ضهره محڼي لقدام دايما وهو ماشي جه وقف قصاد مني وسلم عليا وقال
ازيك انت ابن مين
سلمت عليه وضحكت ليه وعرفته أنا اسمي ايه وابن مين وكان رده عليا هو
كبرت وبقيت عريس ضحكت معاه وعرفت انه خلص مدة علاجه وعايش مع أخته حياته انتهت بمجرد ما حلمه اتدمر شبابه راح وهو بيداوي تعبه اللي اتسبب فيه موظف زي الموظف اللي طردني النهاردة اصبح شخص متعلم ومثقف لكنه تعبان وعاطل وأصبح قعيد ومسن في بلده اللي بتدعم الأغراب 
فاكر يوم ماكنت بجهز شنطتي عشان ابعد عن بلدي واروح لبلد بعيدة اعيش فيها لأن كليتي غربتني وأنا ماشي لقيته واقف قصاد بيتي وبيسلم عليا وقالي
إياك واليأس طول مانت جواك الحلم فهتقدر تعيش عشان تحققه متستسلمش للفشل زيي متخليش نفسيتك تتأثر بحاجة نفسك فيها
ومقدرتش توصل لها اعتبرها مش مكتوبالك ودور على حاجة مناسبة ليك غيرها 
مش شرط تشتغل بشهادتك المهم إنك تثبت نفسك في أي حاجة في حياتك افتكر دايما ان وزير الصحة
مش دكتور د هالة زايد مش دكتورة كلها بتكون مسميات مش اكتر اهم حاجة إنك تثبت نفسك في أي حاجة تدخلها 
يعني أنا مثلا قعدت أذاكر وجيبت 89 في ثانوي وذاكرت 7 سنين في كلية هندسة عشان أبقى بياع على عربية ايس كريم وبقى ليا محل كبير ومعروف 
خرجني من ذكرياتي نفس الشخص اللي كان موصلني الصبح بصيت ليه بإستغراب وقولتله
انت بتعمل ايه هنا
باجي كل يوم ليا محل ورد هنا تحب احكيلك باقي القصة اللي قولتهالك الصبح
بصيت لمحل الورد اللي شاور عليه واتسغربت لأن ده تقريبا اشهر محل ورد وكل الناس بتتكلم عنه بصيت ليه بإنبهار وقولت
بالنهار سواق وبالليل بتوقف في محل الورد !
قدرت اثبت نفسي وعملت مشورع على قدي ونجح 
بالمناسبة أنا عرفت تكملة القصة اللي حكيتهالي الصبح 
عارف 
إزاي عرفت
لأن من ٢٥ سنه أنا كنت قاعد نفس قاعدتك دي ومن القاعدة هنا جتلي فكرة محل الورد اللي هناك ده 
انت جيتلي منين
يبني دي دنيا ودايرة وفيه مليون واحد زيينا المهم إنك متستسلمش لأن معاد نجاحك لسه ماجاش لكن أنت مش فاشل 
مقولتليش إيه الدرس اللي علمته ليهم لما قبلوك في الوظيفه
والدي كان ليه معارف كبيرة لواءات وغيرهم كلم حد منهم وتاني يوم كان في رقم بيرن عليا وقالي الموظف إياه مستنيك بكرا واخدت الميعاد وروحت 
استقبلني أحسن استقبال وطلب ليا قهوة مانا تبع شخص مهم بقى خلص معايا أسئلة واعتذر عن طريقته اللي كلمني بيها قبل كده فأخدت الملف من نفسي وقولتله مستحيل اقبل اشتغل في مكان فيه واحد زيك ولا أقبل في يوم اقعد مكانك واضطر اقول لشاب طموح الكلام اللي قولتله ليا تحت بند ان دي شروط الشغل عامل النظافة اللي في الشارع يمتلك اخلاق عنك 
وقبل ما ينطق كنت خرجت من المكان كله ومقدرش يعملي حاجة رغم إن هزقته في مكان شغله لكنه مقدرش يتكلم بسبب الواسطة اللي طلبها مني ليإذيه وهو ميعرفش ان الواسطة اللي جتله دي من شخص أنا معرفش هو عايش ولا مېت اصلا 
قومت وبصيت للسما وانا بحمد ربنا أنه دايما بيوقف جانبي اللي افتكرته لجاري اللي كان مچنون زمان وحكاية بياع الورد اثبتولي ان النجاح عمره مكان مرهون بطريق واحد 
ل ندى ناصر 
استني عندك انتي رايحه فين
وقفت استوعب نظراته اللي جابتني من فوق لتحت وبعدين
اتكلمت
داخلة 
جاية هنا تعملي ايه ان شاء الله جاية تبيعي ترمس
احترم نفسك ياجدع انت بدل ما اقلع اللي في رجلي واطرقعلك بيه على وشك وسع كده خليني أدخل 
بعدت من قدامه ودخلت الشركة انا ماكنتش عاوزة اقوله كلامي ده لكن هو اللي جابه لنفسه يعني إيه يعني جاية هنا أعمل إيه قاطع كلامي مع نفسي نفس الشخص الغتت
بقولك إيه أنت مش هتعدي النهاردة على خير أنا عارفة هتبعد عني ولا اوريك حاجة عمرها ما هتعجبك
انتي شايفة نفسك على إيه يابت إنتي وبعدين مين سمحلك تدخلي هنا بلبسك ده وايه اللي انتي لابساه ده بجد هتخرجي بالذوق ولا انادي ليكي الأمن يطردوكي 
كان صوت بنت واقفة بصيت ليها من فوق لتحت ومشيت من غير ما أرد عليها لحد ما وصلت مكتب المدير زقيت الباب ودخلت وأنا في كامل عصبيتي وكانت نفس البنت ورايا لكن المرة دي داخلة بتزعق 
في إيه ومين دي 
يا فندم دي واحدة مچنونة من أول ما دخلت الشركه وهي عاملة قلق ودوشة الأمن حاولوا يمنعوها تدخل لكنها دخلت بالقوة 
طب اتفضلي على مكتبك أما انتي بقى قوليلي انتي مين وعاوزة ايه 
أنا ورد 
ورد!
الشركة كانت عاملة إعلان انهم محتاجين طلاب تدرب براتب شهري وأنا جيت على
أساس الإعلان ده 
للأسف اكتفينا تتعوض في فرصة تانية ان شاء الله 
وقفت استوعب قال إيه وازاي اكتفه! تقريبا انا أول بنت شافت الإعلان وأول واحدة جاية أقدم ازاي اكتفه خرجت من المكتب ومن الشركة كلها وانا مضايقة من كل اللي حصل من أول إهانة الأمن والسكرتيرة لحد ما المدير رفضني بصراحه مش قادرة افسر كل ده غير بأنه تفريق عنصري بعد وقت روحت البيت وكانت شهد قاعدة بتتفرح على التلفزيون
طمنيني عملتي إيه
إتهانت 
نعم
من اول ما دخلت الشركة ماشوفتش غير اهانه وده كله ليه عشان لابسة خمار 
يعني ايه مش فاهمة فين المشكلة
اقفلي على الموضوع ده ولو ماما سألتك عني قولي لها مراحتش وكانت في كورس أنا هدخل انام عشان عندي محاضرة بدري 
دخلت اوضتي انام وجوايا خنقة العالم بمجرد ما حطيت دماغي على المخدة عيوني دمعت للدرجة دي
إحنا في عالم ميعرفش اي شيء عن جبر الخواطر حتى لو كان استايل لبسي مش مناسب للشركة ليه يقللوا مني بالطريقة دي
متزعليش هتتحل ياحبيبتي فاكراني مش عارفة ولا حاسة ايه
اللي فيكي
ماما هو أنا وحشة
ليه بتقولي كده
عشان سمرا وكل الناس بتتريق عليا وعلى طريقة كلامي ولبسي ومشيتي مش ذنبي حاجة في كل ده دي طبيعتي 
ومين غرز فيكي طبيعتك
ربنا 
وهل ربنا بيخلق حاجة وحشه
ورد يا ورد 
مين
طوق نجاتك 
إنت مين
مرسول 
يعني إيه مال النور خارج من وشك اوي ليه كده أنت مين وليه 
شايف في عيونك الخۏف لكني مش هأذيكي 
مش خاېفة 
ضعيفة 
ڠصب عني 
الأربع خطوات اللي عدتيهم خليكي فاكراهم أربع خطوات خطيتهم ليكي افتكريهم بعد تلاتة 
الڤرج قريب وعصافير البيت تناديكي أبشري 
مسكت دماغي وعيوني دمعت
مش فاهمة حاجة أرجوك فهمني في ايه ومين أنت
بصي وراكي 
بصيت على اتجاه ايده اللي شاورلي بيها شوفت بنت قاعدة تحت شجرة وحواليها أطفال بتأكلهم الدنيا مطرت وكأن السماء بتمطر فرحا رجعت بصيت ليه تاني ملقيتوش 
قومت أدور عليه في كل مكان لكن مالهوش أي أثر هو فين أنا متأكدة أنه كان هنا إزاي إختفى بالسرعة دي!
ورد إنتي بتكلمي نفسك
شهقت من الخضة وبصيت ورايا وكانت شهد أختي
حرام عليكي خضتيني يا شهد 
وريني كده دماغك أما أشوفك سخنة ولا مالك 
وسعي ايدك يارخمة عاوزة إيه
الشلة خارجة تيجي
لا ومش هتروحي 
ليه
عشان أحمد مثلا
وأنا مالي بيه
يعني ايه مالك بيه هو مش من الشلة وخارج معاكم وأكيد هيجيب صحابه 
مش عارفه اذا كان خارج ولا لا وأكيد لو كنت أعرف مش هخرج معاه 
شوفي خارج ولا لا ولو أه يبقى مش هنروح ونخرج مع بعض 
بصراحه هو خارج 
كنت عارفة وليه قولتي إنك متعرفيش
ورد أنا مش شبهك إنتي ليكي تفكير وانا ليا تفكير خۏفت اقولك اني عارفة انه خارج تروحي مزعقالي وتتقمصي دور الشيخة 
بتحبيه
إنتي عبيطة أكيد لا 
اومال مالك
ماليش بس هما قالولي اجي اقولك تيجي معانا جيت لقيتك بتكلمي نفسك وبتلفي حوالين منك في المسجد 
إنتي هنا بقالك قد ايه
من لما كنتي بتكلمي نفسك 
بس أنا ماكنتش بكلم نفسي 
ازاي
زي مقولتلك والله ماكتتش بكلم نفسي كنت بكلم مر كنت بكلم ربنا 
اصلا 
اصلا يعني يالا نروح ناكل كشړي
طب نخليها فتة شاورما وهعزمك على شاي بالنعناع 
يالا بينا 
ماشية بين ورود كتير تشبهلي حطيت أيدي على وردة لسة صغيرة وهتبدي تفتح وكأن ربنا قاصد يوريني معجزة تكوين شيء جميل يشبه لي 
ورد يالا الشاي بالنعناع جاهز 
جيبت الشاي بالنعناع وأخدت كرسي وقعدت قدام الوردة اتفرج عليها وهي بتتفتح كل يوم بفضل قاعدة نفس القاعدة دي لحد مالوردة كبرت وفتحت كانت لوحدها وشكلها جميل جدا مش محتاجة وردة تانية جانبها تديها جمال لحد ما ظهرت وردة تانية غطت على جمالها لكن ريحتها الحلوة لسة موجودة 
الأولى جميلة والتانية أجمل لكن كل واحدة فيهم ليها جمالها الخاص 
مقدرتش احدد انهي فيهم اجمل وهنا افتكرت كلمة أمي لما قالتلي وهل ربنا بيخلق حاجة وحشة ووقتها ابتسمت نفس الابتسامة دي 
لو سمحتي ممكن تعمليلي بوكيه على زوقك 
حاضر في حدود كام
مش مهم في حدود كام اعمليه بكل حب سمعت كتير عن لمساتك في اختيارك لألوان الورد وده جايبه لخطيبتي وهي بتحب الورد فعايز بوكيه يليق بيها 
جيت أرد عليه لقيته باصص على نفس الوردتين اللي فتحوا قدام عيني وبكل تلقائية قالي ممكن تحطيلي دول فيه
اشمعنا دول
شافتهم في مرة بس في مكان تاني ومن
وقتها وهي نفسها تلاقي نفس النوع واللون لدرجة أنها رسمتهم بتقول انهم خطفوا قلبها من اول ما شمت ريحتهم ومن جمالهم حبت الورد بكل أنواعه 
إبتسمت لبساطتها وتلقائيته في الكلام وبعد شوية سلمته بوكيه الورد وكان باين على وشه فرحة كبيرة كأنه جايب لها نجمة من السما ومتأكد أنها هتفرح بيها 
تعرفي يا شهد ان
تم نسخ الرابط