رواية أقدار بلا رحمه (كاملة حتى الفصل الأخير) بقلم ميار خالد
المحتويات
المنزل و جلست براء مع السيدة و زوجها في إحدى الأركان أمام البيت كانت السيده مستقره في زوجها القلق عليها حتى أبتعدت عنه قليلا و نظرت للجالسة بجانبها اردفت
أنا مش عارفه اقولك إيه .. ربنا بعتك لينا منين في الوقت ده لولاكي مش عارفه كان جرالي إيه
نظر لها جمال وقال
أنا آسف إني خليتك تعرضي حياتك للخطړ كده .. لو كنت فضلت جوه لا كنت هقدر الحق فاطمة ولا الحق نفسي
مش فارقة كتير
طالعتها فاطمه بتساؤل وقالت
انت معانا هنا في العمارة
لا .. أنا كنت جنب العمارة و لما سمعت صوت الصړيخ جيت أشوف في إيه .. و الحمدلله إني جيت في الوقت المناسب
بس إيه اللي ممشيكي في الشوارع بليل لوحدك كده يا بنتي غلط عليكي .. هما فين اهلك
نظرت لها براء بعيون دامعه ثم قالت
ونهضت من مكانها و جاءت لتمشي و لكن فاطمه يدها لتوقفها نظرت براء إليها بتساؤل لتقول فاطمه
أنت ايه حكايتك
و كانت براء تنتظر تلك الجملة لټنفجر في البكاء و قد ارتمت في
فاطمه لتنصدم هي من رد فعلها و لكنها قد نست كل شيء و مسحت علي شعرها و تركتها حتي تنهي بكائها و بعد لحظات هدأت قليلا وابتعدت عنها فقالت فاطمه
نظرت لها براء بعيون دامعه وقالت
أيوه
مش هتجاوبي عليا برضو .. إيه إللي ممشيكي في الوقت ده لوحدك و إيه الشنطة اللي معاكي دي أنا بسألك من قلقي عليكي يا بنتي
نظرت لها براء للحظات ثم تنهدت بتعب و قالت
أنا هحكيلك كل حاجه
ثم قصت عليها كل ما مرت به منذ أن جاءت لتلك الدنيا و كانت فاطمه و زوجها جمال متأثرين جدا بقصتها و عندما انتهت كانت الدموع قد عرفت طريقها إلى عيون فاطمه فقالت
الحمدالله .. أنا راضيه بأي حاجه بتحصلي وعارفه أن ربنا بيحبني عشان كده بيبتليني .. و عارفه أنه هيعوضني خير بعد كل ده
نظرت لها فاطمه وأبتسمت بحنان ثم نظرت إلى جمال ليفهم هو نظراتها ثم أبتسم و قال لبراء
يرضيكي نفضل قاعدين في الشارع كده .. كان نفسنا نستقبلك في ظروف أحسن من كده بس نعمل إيه بقى .. يلا يا بنتي معانا أكيد مش هنسيبك تفضلي في الشارع كده
معقول هتخلوا بنت متعرفوهاش عندكم! حتى لو ساعدتكم مينفعش احسبوا طلعت مش كويسة!
ابتسمت فاطمه بهدوء و قالت
مش عارفه يا بنتي .. بس أنا قلبي مرتاحلك و حاسه إنك مش هتأذينا .. مش كل الناس وحشه و قاسيه كده ما يمكن ربنا وقعنا في طريقك عشان نساعدك
نظرت لها براء و دققت في ملامحها ليرتاح قلبها وشعرت بالأمان ولأول مره منذ عدة أيام و طالعت جمال ايضا ليبتسم هو لها بطيبة صمتت براء للحظات حتي قالت فاطمة
خاېفه .. أقولك حاجه و أنا كمان خاېفه رأيي فيكي يبقي غلط .. بس قلبي عمره ما كان غلط و قلبي بيقولي انك كويسة .. غير كده أنا مش هسمح أنك تفضلي في الشارع كده لوحدك بعد اللي قولتيه ده .. من النهاردة مفيش قساوة من الدنيا تاني
نظرت لها براء وقد ترقرقت الدموع في عيونها و قالت
و أنا من كتر القساوة قلبي أتكسر مليون حته
أبتسمت فاطمه بحزن ثم أخذتها بين و ربتت علي كتفها نظر لهم جمال و قال
الوقت أتأخر يا فاطمه .. يلا نروح شقة أهلك نفضل فيها لحد ما نجدد اللي اتحرق في الشقة اللي فوق و المفتاح جبته اهو الحمدالله إني عرفت أوصله
يلا هي كده كده مش بعيده
ثم نهض الثلاثة و اتجهوا الي شقة أهل فاطمه و الذي تبعد عن شقتهم بشارعين فقط و هي ما تبقي لفاطمه من ميراث أهلها و أخذها الحديث مع براء و قالت لها أنهم يمتلكون محل صغير للخياطه و قد فرحت براء بشدة و قالت لها أنها تجيد الخياطه و التطريز و أنها كانت تصمم الملابس لأخواتها بالدار و ظل الإثنان هكذا حتي وصلوا الي البيت فقال جمال بمزاح
هي لحقت تاخدك مني ولا إيه لا كده هضايق
ضحكت براء بخفة و كذلك فاطمه ثم قالت محدثة براء
إيه رأيك في الكلام ده
أبتسمت براء و قالت
عمري ما أعمل كده ده حضرتك الخير و البركه
ضحك جمال ثم قال
إيه حضرتك دي .. من النهاردة تقوليلي بابا جمال
و أكملت فاطمه كلامه وقالت
و انا ماما فاطمه
نظرت لهم براء بابتسامه واسعه و قالت
حاضر ..
نعود إلى الحاضر ..
ترقرقت الدموع في عيون براء عند تذكرت تلك الأيام و أبتسمت ابتسامه هادئة صاحبتها تنهيده و في تلك اللحظة صدع جرس المنزل فقالت براء
أكيد ده بابا جمال
ذهبت بحماس إلى الباب و فتحته لتجده جمال بالفعل الذي قد أتي و معه الفطور
صباح الخير يا ست البنات صاحيه بدري ليه كده
ضحكت براء و قالت
هقولك أنت كمان .. أنت نسيت اني عندي طلبيه كبيره لازم تخلص كمان اسبوع يادوب أروح الاتيليه عشان الحق أخلص اللي ورايا
والله يا بنتي من غيرك كان زمان المحل ده اتقفل من زمان .. شطارتك كبرته لحد ما بقي اتيليه كبير و بقى ليكي إسم معروف في السوق كمان .. جيتي أنت و حليتي كل مشاكلنا و نورتي حياتنا
ابتسمت براء بحب وقالت
أنا معملتش حاجه ده واجب عليا .. مش أنتوا عيلتي برضو
أبتسم جمال و قال
الله ينور عليكي يا بنتي .. يلا بقى عشان ناكل أنتوا مش جعانين
أنت جبت فطار .. دي ماما فاطمه بتجهز الفطار
لا خليها تيجي بلاش تتعب نفسها .. يلا
ضحكت براء و جاءت فاطمه ثم جلسوا جميعا حتى يتناولوا فطورهم ..
يعني ايه!
هعرفك كل حاجه في وقتها .. بس ممكن بكره تعدي عليا في البيت .. ملك عايزه تشوفك يا سيدي
تنهد يامن بضيق وقال
مش عارف عندي شغل في الشركة مش هقدر اسيبه و أنت عارف
أن أمي بتسأل كتير و أنا مش عايز أي اسئله منها
لسه علاقتك متوتره معاها برضو
ايوه .. للأسف هي امي عشان كده لازم أعاملها بطريقة كويسة و ده اللي بيحصل .. بس متطلبش مني اكتر من كده بسببها أنا بعاني بقالي سبع سنين .. بسبب معتقدات المجتمع الغلط أنا خسړت اكتر حاجه حقيقة في حياتي
نظر له كريم بحزن و ظل يستمع إلي صديقه حتي قال يامن بانفعال
كان ذنبها إيه هي عشان تتعاقب على حاجه ملهاش دخل بيها .. كان ذنبها إيه أنها تترفض و تتعامل بالقسۏة دي هي متستاهلش كده .. حتي أنا كسرتها و خذلتها حتي لو كان ڠصب عني .. إحساس إني حتى مش عارفه هي كويسة ولا لا دلوقتي .. عايشة ولا ..
توقف عند تلك الكلمه ليزفر بضيق مرة أخرى و قد أحس كريم بمدي الألم الذي يشعر به صديقه ففضل الصمت و بعد لحظات قال يامن
هحاول أجي بكره حاضر .. انا مقدرش ارفض طلب لملك
أبتسم كريم و قال
ربنا يريح بالك يا صاحبي
و بعد لحظات صدع هاتف كريم رنينا برقم زوجته نسمه فنهض من مكانه و رد عليها لتقول بسرعه
ها قولتله .. قالك ايه وافق يجي!
أهدي إيه كل ده
رد عليا بس
أبتسم كريم و قال
أيوة يا ستي جاي بكره بأذن الله
ابتسمت نسمة وقالت
كويس أوي و أنا هكلمها عشان تيجي بكره برضو و بكده يتقابلوا .. يارب بس تلفت نظره عايزه افرح بيهم
هتلفت نظره متقلقيش
و أنت متأكد كده ليه
أنت قولتيلي اسمها ايه صاحبتك دي
اسمها براء
ابتسم كريم و
قال
بس يبقي هتلفت نظره
يارب
أنهي كريم معها المكالمه و عاد إلي يامن لينهض الآخر من مكانه ودع صديقه ورجع الى بيته ليجد والدته كعادتها تقرأ إحدى المجلات الخاصة بالأزياء و الموضه و قبل أن يتجه إلى غرفته انتبهت له و قالت
اتأخرت ليه مش قولتلك أرجع بدري
كان عندي مشوار مهم
مشوار ايه
مشوار يخصني يا ماما .. أنا مش صغير عشان تعرفي كل تحركاتي كده أنا عندي ٢٧ سنه!
طب كويس أنك عارف أنك مش صغير .. مش ناوي تتجوز بقى
أعتقد أنت عارفه رأيي في الموضوع ده من زمان
ما تكبر بقى مكنش حب مراهقة و راح لحاله
لا مكنش حب مراهقه! و بعد أذنك مش عايز أتكلم عن الموضوع ده تاني وياريت تشيلي فكره الجواز من دماغك
ثم تركها تستشيط ڠضبا و ذهب إلى غرفته ليغرق في دوامة الندم مرة أخرى ..
في اليوم التالي ..
استيقظت براء من نومها و أرتدت ملابسها و حجابها و خرجت من الغرفة ثم ودعت فاطمة و جمال و ذهبت الي الاتيليه الخاص بها و بدأت براء عملها سريعا حتي تنهي الطلبيه قبل الموعد المحدد و في تلك الأثناء دلف إليها صاحب المحل المجاور لها وهو رجل في العقد الثالث من عمره ملامحه هادئة و وسيم نوعا ما يمتلك ابتسامة جميلة ټخطف كل القلوب .. إلا قلب براء الذي قد سلب منها قبل سنين نظر لها خالد و قال
صباح الخير
التفتت له براء و أبتسمت بهدوء و قالت
صباح النور يا خالد .. أخبارك إيه النهاردة
بقيت بخير لما شوفتك
نظرت له براء بتوتر نوعا ما بسبب كلماته تلك و قالت
خير كنت عايز حاجه
فرك خالد شعره بتوتر و قال
لا أنا جيت عشان أطمن عليكي بس .. هو لازم أكون عايز حاجه يعني
فيك الخير
شكلك مشغوله مش كده
أيوه بصراحه
طيب هستأذن أنا .. لو احتاجتي حاجه أنا موجود جمبك تمام
أبتسمت براء بتحفز و قالت
ربنا يخليك شكرا
نظر لها خالد بابتسامه وألتفت ليخرج من المكان وفي تلك اللحظة دلف أحد الرجال الي الاتيلية ليقف خالد مكانه و نظر له بتساؤل تخطاه هذا الرجل و ذهب ليقف أمام براء و قال
خلصتي الطلبية ولا لسه
نعم! لسه فاضل أسبوع أكيد لسه
الطلبية دي الشركه طلبتها من فتره .. مكنتش أعرف أنك مش قد كلمتك كده يا أستاذة
اتجهت إليه براء ونظرت له بثبات وقالت
ياريت تتكلم معايا بنبره أحسن من كده .. وعموما أنا كلامي مش معاك أنا كلامي مع رئيسك
رئيسي هو اللي باعتني عشان أقولك الكلام ده .. و بيقولك أنه مش عايز يكمل الصفقة دي و مكتفي بتصاميمك اللي اتعملت خلاص و دي تم الحساب عليها في أول الصفقه
نظرت له براء بدهشة و قالت
ده إزاي يعني هو لعب عيال! أنتوا التزمتوا معايا بكلام مينفعش تغيروه
ده شيء يرجع لرئيس الفرع أنا جيت أوصل الكلام مش أكتر
وأنا لو كنت من
متابعة القراءة