رواية ست البنات بقلم نهى مجدي

موقع أيام نيوز


ابكى من الألم ومن الخۏف ومن رؤيه عمر لجسدى محترقا ورفضت ان اخلع عبائتى فقامت الممرضه بقص العبائه من المنطقه التى بها الحړق وبدئت فى إزاله الجلد المېت ليتيح لظرى بخلق جلد آخر بدلا من ئلك الذى لم يعد له فائده جلس عمر فى المقعد المقابل كما طلب منه الطبيب وأمسك بيدى وهوا ينظر لوجهى نظره ارى فيها أسفا واعتذارا وتألما فكنت كلما تحركت لأهرب من يد الطبيب التى لا ترحم كان يمسكنى بشده اكبر حتى لأ اتسبب بچرح اخر لنفسي ولكننى كنت احرك ظهرى فلم اعد اتحمل الالم فكانت كل ئره من جسدى تئن وبكائى اصبح سيلا لا يقف حتى طلب منه الطبيب ان يحتضننى جيدا ويمنع حركتى تماما حتى ينتهى من عمله

نظر لى عمر وكأنه يستئذننى ان يفعل ذلك كنت انظر له بعينان متألمتان ونفس متقطع من كثره البكاء فكنت كالطفل الممسك بيديه والذى يقوده كيفما يشاء فأمسح برأسى وضعها على صدرى ووضع يده اليمنى خلف رأسى حتى يثبت ظهرى ويده الأخرى ممسكه بيدى الاثنتنان بيده الواحده
حتى وان كنت تتألم وتتمزق فعندما يحتضنك من تحب تسكن روحك وتشعر ان ألمك قل بالتأكيد ظللت على هذا الوضع ابكى وتنسكب دموعى على صدر عمر حتى انتهى الطبيب من عمله ووضعه اللاصقات على ظهرى وطلب من عمر ان يغير تلك اللاصقه يوميا حتى لا يتعفن الچرح ويتقرح
امسك عمر بيدى فأوقفنى واقترب منى ليحملنى ويعيدنى الى السياره ولكنى اوقفته بإشاره من يدى
هقدر امشى
ابتعد عمر وحمل تميم دون ان ينطق واتجه نحور السياره وانا خلفه فوضع تميم فى الكرسي الخلفى وفتح لى الباب لأدخل وساعدنى على ثنى ظهرى الذى لم اعد اشعر به من كثره المخدر الذى حقنوه به
جلست بجواره لا اتحدث ولا يتحدث فكلانا يحدث الاخر دون ان ينطق فهوا لا يقوى على النظر لى ولا انا استطيع ان اتجاوز ماقاله بسهوله فآثرنا الصمت حتى وصلنا ولكن قبل
ان انزل من السياره سئلته
حد عرف حاجه 
اجاب بعينان يملئهما الحزن
لا انا خرجت من الباب الحديد على العربيه على طول محدش شافنى
استطرد
بصوت مبحوح خرج بالقوه
ياريت محدش يعرف حاجه
اومأ برأسه موافقه ونزلنا من السياره وطلبت منه ان احمل تميم وان اذهب لشقتى وليذهب هوا حيث يريد رفض وطلب ان يوصلنى لكنى تحدثت بصوت جعلته صارما على قدر مااستطعت
من فضلك سيبنى فى حالى كل اللى عايزاه منى تحط تميم فى ايدى علشان مش قادره اوطى اشيله
حمل تميم من الكرسى الخلفى ووضعه بين يدى فكان اثقل عشر مرات من وزنه الحقيقى وأن ظهرى فى ألم ولكنى عضضت على شفتى السفليه وتحركت ببطئ شديد أجر رجلى جرا حتى وصلت لشقتى الذى مازال بابها مفتوحا فدخلت واغلقت الباب خلفى ووضعت تميم على سريره وأخذت قرصين من المسكن الذى اضعه دائما فى ثلاجتى والذى لم يعطى مفعولا قويا فكنت لا استطيع الوقوف ولا الجلوس ولا حتى النوم فكانت ليلتى الأولى من أكثر الليالى تألما التى مرت على من قبل
فى اليوم التالى لم اذهب لوالده عمر ولم اغادر شقتى فوجدتها تتصل بى بعد أذان العصر وتسئلنى عن صحتى انا وتميم ولما لم يرانى اليوم ولكنى تحججت بأننى ارتب بعض الامور فى شقتى ولم استطع ان انزل اطمنت لحديثى واخبرتنى انها تطمئن علينا فقط اغلقت الهاتف وقمت امشى ببطئ شديد وانا استند على الحائط تاره وعلى الاثاث تاره اخرى حتى وصلت لتميم فأرضعته فى ألم مپرح فكان ظهرى ېتمزق حتى نام فوضعته بفراشه وجلست ابكى كالأطفال
بعد ساعه تقريبا سمعت طرقات على باب شقتى فقمت متكأه على الحائط لأرى الطارق فوجدته عمر يحمل بين يديه اكياس بلاستيكيه كثيره دخل واغلق الباب خلفه ووضع مافى يديه على الارض دون ان اتحدث اليه فقط انظر اليه پغضب شديد لم استطيع اخفائه فبدء هوا بالحديث
انا عارف اك اكيد مكلتيش حاجه جبت لك اكل والعلاج اللى كتبه الدكتور والحاجات اللى هغيرلك بيها على الچرح
نظرت له بفزع وانا احرك رأسى يمنه ويسره واستدركت اننى حتى الان لم اغير العبائه الممزقه التى ارتديها ولم اتذكر وضع حجابا على رأسى فوضعت يدى على صدرى ادارى التمزق ولكنه نظر لى بشفقه وانا اقف امامه منحنيه الظهر لا استطيع صلبه فكنت ارتعش من شده الهزال ولا استطيع التحدث فكلما اخذت شهيقا كنت اتألم به فأمسك بيدى وجذبنى ناحيه غرفه نومى وهوا يتحدث بابتسامه هادئه ونبره حنونه كأنه يعتذر بهما عما بدر منه سابقا 
اسمحيلى اساعدك لحد ماتخفى ومش هتشوفى وشى تانى
سرت بجانبه وهوا ممسك بيدى كأننى طفله صفيره بين يدى ابيها وذهب ناحيه غرفى نومى ليقوم بتغيير ضمادات ظهرى
الحلقه
التاسعه
امسك عمر بيدى يقتادنى حتى فراشي كنت اسير بجواره غير مدركه مايحدث وكأننى عروس ماريونيت يحركها من يمسك الخيط وكان عمر هوا ذاك الممسك بالخيط سرت بجواره متكئه على يده لا اقوى على صلب ظهرى ولكنى كنت اختلس له النظره بين الحين والاخر لأتأكد اننى لست فى حلم جميل سأستيقظ منه على واقع مرير تمشينا سويا حتى وصلنا لغرفه النوم فأمسك بكلتا يدى لأستطيع الجلوس بصعوبه على السرير فلم اكن استطيع الحركه جيدا فكلما تحركت كلما اشتد ألمى فأغمضت عينى بقوه وعضضت شفتى السفلى كى لا تخرج آهاتى بصعوبه جلست ولكن لم استطيع ان أريح ظهرى للخلف فجلست شبه منتصبه أنظر لعمر الذى ضحك حتى ظهرت نواجزه ولم أفهم مالذى جعله يضحك هكذا حتى تحدث بابتسامه عذبه
هغيرلك على الچرح ازاى وانتى بصالى كدا
اجبته ببلاهه 
يعنى عايزنى اغمض عينى 
عاد يضحك مره اخرى حتى ارتمى جلوسا على طرف السرير وانا مازالت انظر له ببلاهه لا اعلم أهذا تأثير الألم ام تأثير حضوره فعاد ينظر لى مبتسما وتحدث بنبره حانيه 
لأ عايزك تلفى 
تخضبت وجنتايا بالحمره وجف ريقى ولا اعلم كيف سأفعل ذلك وتمنيت لو خبطنى أحدهم على رأسى أفقدنى وعييى حتى ينتهى ذلك الأمر برمته كان عمر جالسا أمامى ناظرا الى وكأنه يقول اننى أتفهم ما تعانيه وسأنتظر حتى النهايه حاولت القيام بصعوبه فانتفض من مجلسه وأمسك بيدى حتى استطيع الألتفاف أدرت جسدى فأصبح ظهرى مقابلا له وأغمضت عينى أتخيل ان كل هذا لا يحدث فكنت لا اتخيل ان يرى عمر جسدى وانا جالسه هكذا بل ويراه محترقا فتمكث فى ذاكرته تلك الصوره التى رآنى بها ولكن لم يكن لى خيار آخر فلا اريد ان يعلم أحد بما حدث وألا اجعل هذا سببا فى تدخل داليا بيننا مره اخرى
صمت وأغمضت عينى وجلس عمر خلفى وبدء فى نزع الضمادات لم أكن أتألم كالأمس ولكن كان هناك ألم شديد عن نزع الضماده فكلما احتكت الضماده بجلدى كان الأم يركض الى خلايا مخى فترتعش أطرافى وأأن بصوت مكتوم فكان كلما شعر بجسدى يرتعش ألما وأحاول ان ابتعد كان يتوقف حتى أهدء وفى النهايه استسلمت
له وللألم وتركته يطهر الچرح جيدا كما امره الطبيب ويضع الضمادات
الاخيره عندما
 

تم نسخ الرابط