رواية بنات العطار كاملة بقلم نودي
المحتويات
وزارنا خير أصحاب نسينا وحدتنا وبعد الأهل والأحباب في دارنا أغراب
رفيقنا قمر وسحاب تحلق أرواحنا في السماء بعيدا مع الطير
فرادى وأسراب
صمت الجميع حتى القطة أوقفت أذنيها وقد أعجبها الغناء والعزف كان الأمير وياسمينة منسجمين كأنهما يعرفان بعضهما من زمن طويل كل كلمة تصاحبها ضړبة عود تغرقها في الجمال كأن العود يغني مع البنت ويغازلها ويهمس إليها
دار الجميع حول صينية الشاي المنعنع وصاحت البناتقصي علينا خرافة يا عمة فلقد حلى السهر تنحنحت العجوز وقالتكان يا مكان في قديم الزمان
ومضت تحكي وأحس الأمير بسعادة لم يشعر بها من قبل رغم كل ما عنده في القصر من جواري وفتيات كان يسترق النظر إلى ياسمينة دون أن يلاحظ أحد
وفي الطريق قالت القهرمانة خديجة لقد حققت لك كل ما ترغب فيه وأضعت لي وقتي الآن عليك أن تتعقل وتنتظر رجوج الحاج صاح
لكن الأمير قال لها وهل من يرى ياسمينة ويسمع غنائها الرخيم العذب يبقى له عقل إسمعي غدا سنرجع معا هل فهمت ان لم اعود سوف أمرض هل هذا ماترغبين فيه
بعد ساعة قالت ياسمينة ماذا تردن أن نلعب
قالت الوسطى ستختفون وأحاول أن أجدكم
وبعد دقائق سمعت صوت الأمير وهو يجري إلتفت يمنه ويسره وقال سأختفي وراء تلك الجرة الكبيرة ولما ذهب إلى هناك وجد ياسمينة فجلس بجانبها كانت مفاجأة للبنت فهي كانت تعرف أن تلك الفتاة ولد وأنه وجد تلك الحيلة ليراها
لكنها كتمت الأمر عن إخوتها لما رأت سعادتهم مع تلك العجوز لقد كانت طيبة جدا معم وأنستهم Lehcen Tetouani مرارة اليتم فأبوها صالح لم يتزوج بعد ۏفاة أمهم وقال تلك المرأة لا أحد يأخذ مكانها وسأبقى وجيدا حتى ألحق بها.
إنتبهت على حركة الأمير وهو يضع سبابته على شفتيه ويطلب منها أن تصمت فلقد دخلت أختها لتبحث عنهما
لكن الأمير أشار إليها ليخرجا فلقد إبتعدت عنهما ضحكت كثيرا لما قالت لها أختها أين إختفيتما
لقد فتشت كل شبر في الدار ولم أجدكما.
حضر الطعام فأكلوا وإستراحوا وفي المساء إجتمعت البنات وقلن البارحة غنينا واليوم سنتجمل وكل واحدة ستظفر شعر أختها قالت ياسمينةأنا سأعتني بإبنة العمة عيشة
بلع الأمير ريقه وقال في نفسه لقد وقعت في الفخ ولو نزعت تلك البنت غطاء رأسي لعرفت الحقيقة لكن ياسمينة أمسكت بيده وأدخلته أحد الغرف وقالت له الآن نحن وحدنا فأرني وجهك
أشار لها أنه لا يقدر
فضحكت وقالتأعرف أنك ولد لا تقلق لن أكشف أمرك هيا يكفي من الدلال
فلم يجد بدا من نزع الغطاء عن وجهه وقال لم أجد غير هذه الوسيلة لرؤيتك فأنا أحبك وأريد أن أتزوجك
أجابته إخفض صوتك وإلا سمعك إخوتي إسترقت النظر إليه فرأت أنه وسيم جدا وأشقر اللون وعينيه تمتلئان بالحب.
لما هم الأمير بالخروج رآى علبة شطرنج فقال لها ما رأيك أن نلعب معا من ينهزم يحضر الشاي ويغسل الأكواب
أجابته لا يمكنك أن تفوز فأنا وإخوتي نلعب كل يوم
لكن الأمير كان مدربا على الحړب منذ الصغر لذلك تغلب عليها بسهولة وتعجب إخوتها من هذه الفتاة التي تبرع في كل شيئ أما ياسمينة فأحضرت الشاي
وأحست بالغيظ لما مد لها فنجانه لتغسله
وقالتسأعرف كيف أعلمه الأدب لا بد أن أجد شيئا أغلبه فيه كانت تعرف نظم الشعر لاكنه غلبها بالكلمات ايضا
زادت حيرة ياسمينة وتساءلت من يكون الفتى ومن هي العجوز التي ترافقه كل يوم هم يبدون أثرياء وينفقون بسخاء لا شك أنه من أبناء الأكابر فكرت في كل شيئ إلا أن يكون ذلك الفتى هو أمير البلاد فهذا آخر شيئ يمكن أن تتوقعه.
لما رجع الأمير إلى القصر قالت له القهرمانة لقد ڤضحتنا بشعرك لا يمكن لأحد يسمعك دون أن يعرف حقيقة أمرك فأجاب لقد حصل ذلك وتلك البنت عرفتني أما البقية فلا أعرف وما يهمني
متابعة القراءة